بحث

أدعمنا

التبرع هو هدية مقدمة من شخصيات فردية أو معنوية لأغراض خيرية. يمكن أن يكون التبرع نقدياً على شكل صدقات، بتقديم الخدمات، أو عينياً بما في ذلك الطعام والملابس والألعاب وغير ذلك.

عادة ما يكون التبرع مطلوباً في أوقات الفاقة والأزمات على شكل مساعدات إنسانية، وقد يكون سبب الحاجة إلى التبرع طبياً كما في التبرع بالدم أو بالأعضاء.

في صمت يموتون جوعاً - قصه انسانيه من اليمن

ادي تفاقم الوضع الاقتصادي والصراع الي زيادة معدلات سوء التغذية في اليمن معرضاً حياه ٨٠٪ من السكان للخطر الذين هم على شفي حافه المجاعة. ه.م.، قادماً من تعز، كان يعمل عسكري في القوات الجويه في صنعاء وتعرض لاصابه بسبب استهداف عناصر ارهابية للباص الخاص بنقل منتسبي القوات الجويه بعد ٢٠١٣ مما سبب له اعاقه وبعض الكسور بعدها قرر ان لا يعود للسلك العسكري نهائياً وانتقل الى محافظة الحديده للعمل في الجانب المدني كعامل في احدى ورش اللحام والحديد للاسف تعرض فيها للاصابة نتيجه حريق اصاب إحدى رجليه وسبب له مشكله اقعدته في البيت لعدة شهور. بعدها انتقل مجدداً الى محافظه صنعاء، مديريه همدان عزله العره حيث قام باستئجار منزل متواضع لاسرته الذي تتكون من 5 اطفال وامهم ليعمل مع اصحاب المزارع المجاره بالاجر اليومي واحيانا يعمل مع صاحب ورشه المنيوم في منطقة جدر المجاوره. ه.م. العائل لسته افراد مصاب بمرض في الكلى اضافه الى الجروح والحروق التي تعرض لها خلال 4 سنوات السابقه. بسبب قلة الغذاء توفي الرجل بعد ان سقط مغشي عليه بسبب الجوع اثناء عمله في احدي المزارع. لم يعلم صاحب المزرعه عن ه.م. انه كان ياتي للعمل بمعده فارغه. في  حقيقه الامر ه.م. شخص عزيز نفس صادف انه انتقل حديثا الي منطقه العره والتي انتهت حينها المنظمه (ريكو) للتو من تنفذ مشروع للامن الغذائي بتمويل من الاوتشا. لم يكن يسال احد عن حاجته، عاقل الحاره لم يعلم به كونه حديث القدوم الي المنطقه، وصاحب البقاله المجاوره افاد بان ه.م. كان يشتري منه كميه قليله من البسكويتات الرخيصه يومياً. أفادت زوجته ه.م. بان تلك البسكويتات كانت وجبه الابوين واطفالهم الخمسه كل يوم. 

ترك ه.م. الشاب الثلاثيني اطفال خمسه وام لا تستطيع العمل. أطفال لايتجاوز الاكبر فيهم السبع سنوات واصغرهم مايزال في الاشهر الاولى من ولادته وجميعهم يعانون امرض مزمنه ما بين امراض في الدماغ وسوء التغذيه والذي لاحظه طبيب منظمه مجتمعات قويه د. احمد بن نويصر اثناء زيارته الفريق للاسره المكلومه. 

فرش متواضع وممزق ذلك هو فرش بيت ه.م. المكون من غرفه ومطبخ وحمام. تلقت الاسره مساعدات ماليه وعينيه من منظمه مجتمعات قويه. تضمنت سلل غذائيه شهريه التزم بتوفيرها فريق المنظمه وافراد ميسورين من منطقه همدان، وكذلك تم تزويدهم بملابس وبطانيات وتم الاتفاق مع صاحب ذلك المنزل الصغير الذي استاجره ه.م.، قبل وفاته مريضاً وجائعاً،  علي ان يتيح لهم ذلك المنزل لمده سنه مجاناً. 

لن تعيد تلك المساعدات ه.م. الي أولاده ولا الابتسامه التي كان يصنعها لهم رغم فقره ومرضه هو واسرته ولكن تامل منظمه مجتمعات قويه ان تساهم في انقاذ حياه البقيه من افراد الاسره. تحدث المنظمه للقيادات المجتمعيه عن اهميه عدم اغفال القادمون الجدد وتلمس حالهم، وتقديم الارشاد للاشد تضرراً منهم للمنظمات الاغاثيه. 

فيما يبقي السيناريوا الأمثل هو وضع حد للنزاع في اليمن، تناشد منظمه مجتمعات قويه (ريكو) كل الجهات المانحه وكتله الغذاء الي استمرار ضم منطقه همدان ضمن خطه الاستجابه الانسانيه. فهي مديريه متراميه الأطراف فيها الساكون من الفقراء من خارج منطقه همدان والنازحون الذين يهوون اليها من محافظات عده نتيجه الحرب: من صعده وتعز والحديده...الخ. حيث يعمل أولئك النازحون للعمل في الحقول الزراعيه بدخل زهيد جداً لم يعن ه.م. علي توفير احتياجات اسرته الاساسيه اللازمه لابقائه علي قيد الحياه.